responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 97

وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملاء الأعلى) ([188])

وبناء على هذا؛ يعتبر اليقين الوسيلة التي تملأ الأعمال الصالحة بالبركة، كما عبر الإمام الصادق عن ذلك بقوله: (إنّ العمل الدائم القليل على اليقين، أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين)([189])

وذلك لأنه يجعل من العامل مقبلا على عمله بكل إخلاص وتفان، بخلال الملل الذي يجده من يفتقد اليقين، قال الإمام علي: (قليل مدوم عليه، خير من كثير مملول منه)([190])

ويذكر أن الإيمان الحقيقي، أو التدين الحقيقي لا يذوقه إلا أصحاب اليقين، فيقول: (لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه)([191])

وروي أنه بينما كان يعبّيء الكتائب يوم صفين، ومعاوية مستقبله على فرس له يتأكّل تحته تأكّلا، والإمام علي على فرس رسول الله a المرتجز، وبيده حربة رسول الله، وهو متقلّد سيفه ذا الفقار.. فقال رجل من أصحابه: (احترس يا أمير المؤمنين.. فإنا نخشى أن يغتالك هذا الملعون)، فقال له الإمام: (لئن قلت ذاك إنه غير مأمون على دينه، وإنه لأشقى القاسطين، وألعن الخارجين على الأئمة المهتدين، ولكن كفى بالأجل حارسا، ليس أحد من الناس إلا ومعه ملائكة حفظة يحفظونه، من أن يتردى في بئر، أو يقع عليه حائط، أو يصيبه سوء، فإذا حان أجله خلوا بينه وبين ما يصيبه، وكذلك أنا إذا حان أجلي انبعث


[188] نهج البلاغة، رقم 147

[189] الكافي 2/57.

[190] نهج البلاغة، 4/103.

[191] الكافي 2/57.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست