responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 95

وما ذكره الإمام الباقر من المقامات والأحوال القلبية يدل على تغلغل الإيمان في القلب إلى الدرجة التي يستسلم فيها استسلاما كليا لله ثقة به، ورضا عنه، ومحبة له، وقد قال بعضهم مبينا سر ارتباط ذلك باليقين: (تفسير اليقين بما ذكر من باب تعريف الشيء بلوازمه وآثاره، فإنه إذا حصل اليقين في النفس بالله سبحانه ووحدانيته وعلمه وقدرته وحكمته، وتقديره للأشياء، وتدبيره فيها، ورأفته بالعباد ورحمته يلزمه التوكل عليه في أموره، والاعتماد عليه والوثوق به، وإن توسل بالأسباب تعبدا، والتسليم له في جميع أحكامه، ولخلفائه فيما يصدر عنهم، والرضا بكل ما يقضي عليه على حسب المصالح من النعمة والبلاء والفقر والغنى والعز والذل وغيرها، وتفويض الأمر إليه في دفع شر الأعادي الظاهرة والباطنة، أو ردّ الأمر بالكلية إليه في جميع الأمور، بحيث يرى قدرته مضمحلة في جنب قدرته، إرادته معدومة عند إرادته، كما قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير: 29])([183])

ولهذا عرف الإمام الصادق التوكل، بأنه اليقين، فسئل عن حده، فقال: (أن لا تخاف مع الله شيئا)([184])، وذلك لأن خوف غير الله يدل على عدم المعرفة؛ فمن عرف عظمة الله، يستحيل أن يخاف غيره، مثلما حصل للسحرة الذين اكتشفوا ضعف فرعون بمجرد إيمانهم بالله.

ويذكر الإمام الصادق الكثير من الثمار الطيبة التي تنتجها هذه المعرفة اليقينة، فيقول: (من صحة يقين المرء المسلم أن لا يُرضي الناس بسخط الله، ولا يلومهم على ما لم يؤته الله، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره، ولو أنّ أحدكم فرّ


[183] بحار الأنوار: 67/138.

[184] الكافي 2/57.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست