responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88

المعرفه الیقینیه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن المعرفة، والفرق بينها وبين العلم، وعلاقة ذلك بالتزكية والترقية، وعلاقته قبل ذلك بالنفس المطمئنة، وهل هي من منازلها؟

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الفرق بين العلم والمعرفة ـ هو الفرق بين مراتب العلم، والتي اهتم القرآن الكريم بها كثيرا، ومن أمثلتها ما ورد في قوله تعالى في سورة التكاثر: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: 3، 4]، وهذا يدل على أن العلم الثاني ليس هو نفس العلم الأول، لا في حقيقة المعلوم، وإنما في درجة اليقين به، ولهذا رتب بينهما ترتيبا متراخيا، ليدل على أن الانتقال إلى مرحلة أخرى في إدراك المعلوم تحتاج وقتا طويلا.

ثم فسر ذلك، فقال: ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: 5 - 7]، وهذا يدل على أن العلم الأول كان علما ذهنيا مجردا، وأما العلم الثاني، فانتقل من الذهن إلى البصر والبصيرة، بحيث أصبح مكشوفا مشاهدا.

وقد ذكر الله تعالى درجة أخرى للعلم أكبر من تينك الدرجتين، وهي درجة حق اليقين، وقد ذكرها بعد إيراده لأحوال المحتضرين من السابقين وغيرهم، فقال: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الواقعة: 95]

وهو يشير بذلك إلى أن الجزاء المعد للمؤمنين وغيرهم، باختلاف درجته، سيعيشونه حقيقة في تلك اللحظات قبل الاحتضار.. وهذه هي المعرفة القصوى، وهي المطلوب الأكبر لأصحاب النفوس المطمئنة.

وليتضح لك ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ أذكر لك أن للمعلومات بحسب رسوخها

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست