وأخبر
أن تعلم العلم وتعليمه لا يختلف عن الحج والعمرة، فقال: (من غدا إلى المسجد لا
يريد إلا ليتعلّم خيرا أو ليعلّمه كان له أجر معتمر تام العمرة، ومن راح إلى
المسجد لا يريد إلا ليتعلّم خيرا أو ليعلّمه، فله أجر حاجٍّ تامّ الحجّة)([137])
ويروى أنه ذُكر له رجلان، أحدهما عابد
والآخر عالم، فقال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، ثم قال: (إن الله
وملائكته، وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم
الناس الخير)([138])
وطلب العلم لذلك دليل على خيرية العبد
الطالب للعلم، بل دليل على اجتباء الله له، قال: (من يرد الله به خيرا يفقهه في
الدين)([139])، وقال: (يا أيها الناس إنما العلم
بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، و﴿إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28])([140])
وهذا الاجتباء هو الذي يؤهله للجنة
ولهذا التكريم الذي أخبر رسول الله a عنه، ففي الحديث الذي ورد في فضل
طالب العلم، قال a: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن
الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في
السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر
على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا