responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68

وقال: (الجمال في اللسان، والكمال في العقل، ولا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه)([114])

وقال: (العقول أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمة الأعضاء)([115])

وقال الإمام الصادق: (دعامة الإنسان العقل، ومن العقل: الفطنة، والفهم، والحفظ، والعلم.. فإذا كان تأييد عقله من النور، كان عالما حافظا زكيا فطنا فهما، وبالعقل يكمل، وهو دليله ومبصّره ومفتاح أمره)([116])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن العقل الذي تحدثت عنه كل هذه النصوص لا يراد به ما تعارف عليه الناس من وفرة الذكاء، وحدته، وقوة الحافظة، ودقة الملاحظة، وغير ذلك مما يتفاخر الناس به، ذلك أن كل تلك الأمور قد تصبح أدوات في يد القوة الوهمية، لتمكر بها، وتحتال، وتخادع.

ولهذا أخبر الله تعالى عن الانحراف الكبير الذي وقع فيه من أوتوا تلك الأدوات، ولكنهم أساءوا استخدامها، فقال: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأحقاف: 26]

فالآية الكريمة تشير إلى أن هؤلاء الذين أوتوا من كل القوى والطاقات، لم يستخدموها في محالها الصحيحة، وإنما اكتفوا باستخدامها في شؤون الدينا، بينما راحوا


[114] بحار الأنوار: 1/96، وكنز الكراجكي.

[115] بحار الأنوار: 1/96).

[116] بحار الأنوار: 1/90، والعلل.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست