responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69

يجحدون أبسط الحقائق المرتبطة بالدين، ولو أنهم بذلوا عشر ما بذلوه في شؤون الدنيا لاهتدوا للإيمان، ولقيمه الرفيعة.

ولذلك فإن تلك الأدوات من حدة الذكاء، ودقة الملاحظة، وقوة الذاكرة، وسعة الخيال، وغيرها يمكن استثمارها في الخير والشر، والحق والباطل.. وهي أدوات للعقل، وليس هي العقل عينه.. ذلك أنه كما يستخدمها العقل السليم في الوصول إلى الحقائق والقيم، تستخدمها القوة الوهمية، أو العقل المخادع في شؤون الحيل والمكر والدهاء.. أو في ترتيب ما تفرضه الغرائز من طلبات.

لذلك لا تنخدع ـ أيها المريد الصادق ـ بذلك الذي يبدو لك عبقريا في ذكائه.. فقد يكون في منتهى الغفلة والغباء إن عرضت عليه حقائق الدين، أو دعوته إلى قيمه.

وكيف لا يكون كذلك، وأنت ترى أن بعض كبار الفلاسفة، وصل به الغباء والغفلة إلى أن ينكر قوانين العقل الضرورية كالعلة والسببية وغيرها.. حتى لا تستخدم في الدلالة على الله.

ولذلك، فإن العقل الحقيقي الذي أثنت عليه تلك النصوص المقدسة هو العقل الذي يتحكم في الأهواء، ويزن التصرفات، بحيث لا يبرز منه إلا ما تدعو إليه الحكمة، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a في صفة العاقل أنه من (يحلم عمَّن جهل عليه، ويتجاوز عمَّن ظلمه، ويتواضع لمَن هو دونه، ويسابق مَن فوقه في طلب البرّ، وإذا أراد أن يتكلّم تدبّر فإن كان خيرا تكلّم فغنم، وإن كان شراً سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهز بها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يُعرف بها العاقل) ([117])

 


[117] بحار الأنوار: 1/129، والتحف.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست