اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 66
وقال: (جدّ الملائكة
واجتهدوا في طاعة اللَّه سبحانه وتعالى بالعقل، وجدّ المؤمنون من بني آدم على قدر
عقولهم فأعملهم بطاعة اللَّه عزّ وجلّ أوفرهم عقلا) ([105])
وروي أن المسائل كثرت يوما
على رسول اللَّه a، فقال: يا أيّها
النّاس إنّ لكلّ شي ء مطيّة ومطيّة المرء العقل، وأحسنكم دلالة ومعرفة بالحجة
أفضلكم عقلا) ([106])
وسئل: بم يتفاضل النّاس في
الدّنيا؟ فقال: بالعقل، فقيل: وفي الآخرة؟ قال: بالعقل، فقيل: أليس إنّما يجزون بأعمالهم؟
فقال a: (وهل عملوا إلّا بقدر ما أعطاهم عزّ وجلّ
العقل؟ فبقدر ما أعطوا من العقل كانت أعمالهم، وبقدر ما عملوا يجزون) ([107])
وروي أنه لمّا رجع رسول
اللَّه a من غزوة أحد سمع النّاس يقولون: فلان أشجع من
فلان وفلان أبلى ما لم يبل فلان ونحو هذا، فقال رسول اللَّه a:
أمّا هذا فلا علم لكم به، قالوا: وكيف ذلك يا رسول اللَّه؟ فقال a:
(إنّهم قاتلوا على قدر ما قسم اللَّه لهم من العقل، وكانت نصرتهم ونيّتهم على قدر
عقولهم فأصيب منهم من أصيب على منازل شتّى، فإذا كان يوم القيامة اقتسموا المنازل
على قدر نيّاتهم وقدر عقولهم) ([108])
وروي أن قوما أثنوا على
رجل عند النبيّ a حتّى بالغوا، فقال a:
كيف عقل الرّجل؟ فقالوا: نخبرك عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير وتسألنا عن
عقله؟ فقال a: (إنّ الأحمق يصيب بجهله أكثر من فجور الفاجر،
وإنّما يرتفع العباد غدا في الدّرجات الزّلفى من ربّهم على قدر عقولهم) ([109])