responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46

[الحج: 32]

وهكذا الإنابة، قال تعالى: ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ [ق: 32، 33]

ولهذا يأمر رسول الله a بعدم الاكتفاء بشعائر الدين الظاهرة التي تمارسها الجوارح، من دون إشراك القلب في ذلك، ففي الحديث عنه a قال: (القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله عزّ وجلّ أيّها النّاس، فسلوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل)([56])

ويدعو إلى قراءة القرآن الكريم لا بالألسن فقط، وإنما بالقلوب أيضا، فيقول: (اقرؤوا القرآنَ، ولا يغرَّنَّكم هذهِ المصاحفُ المعلَّقةُ، فإنَّ اللهَ لنْ يعذِّبَ قلباً وعى القرآنَ)([57])

ويدعو إلى عدم الاكتفاء باستفتاء المفتين، وإنما يُستفتى القلب أيضا، فقد يغيب عن المفتي من المعاني ما يجعله يتساهل في فتواه، قال a: (استفتِ قلبك، واستفتِ نفسك، البِرُّ ما اطمأنت إليه النفسُ، والإثمُ ما حاكَ في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاكَ الناسُ وأفتوك)([58])

وبناء على هذا كله يعتبر رسول الله a القلوب هي المحددة للأفضلية، فقد سئل عن أفضل الناس، قال: (كل مخموم القلب، صدوق اللسان) قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: (هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد) ([59])


[56] رواه أحمد (2/ 177)

[57] الدارمي 3185..

[58] أحمد 17320، والدارمي 2421.

[59] رواه ابن ماجه: 4216

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست