responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 47

فهذا الحديث ـ أيها المريد الصادق ـ يفسر لك سلامة القلب التي سألت عنها، وهي تشمل جانبين.. أحدهما مرتبط بالتزكية، والثاني مرتبط بالترقية.. ذلك أن القلب مثل المرآة الصافية التي لا يمكنها أن تعكس صور ما تراه إلا بعد أن تُنقى، وتُطهر، وتُزكى من كل ما يحول بينها وبين الرؤية الدقيقة.

ولهذا كثرت وصايا أئمة الهدى بالدعوة إلى إصلاح القلوب، حتى لا يصبح الدين مجرد مظاهر وطقوس ورسوم لا علاقة لها بالوجدان الإنساني.

ومما يروى في ذلك عن الإمام علي أنه أوصى ابنه، فقال: (يا بني.. إن من البلاء الفاقة وأشدّ من ذلك مرض البدن، وأشد من ذلك مرض القلب.. وإنّ من النعم سعة المال، وأفضل من ذلك صحة البدن، وأفضل من ذلك تقوى القلوب)([60])

وسئل الإمام الصادق عن قول الله عز وجل: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88، 89]، فقال: (السليم الذي يلقى ربه، وليس فيه أحد سواه، وقال: (وكلُّ قلب فيه شكُّ أو شرك فهو ساقط، وإنما أرادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة)([61])

وقال: (القصد إلى الله تعالى بالقلوب، أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال)([62])

وقال الإمام الرضا: (إن لله في عباده آنية وهو القلب، فأحبّها إليه أصفاها وأصلبها وأرقّها: أصلبها في دين الله، وأصفاها من الذنوب، وأرقّها على الإخوان)([63])

هذا جوابي على سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع إلى تطهير قلبك وتصفيته من كل

 


[60]أمالي الطوسي 1/146.

[61] بحار الأنوار: 67/59، وأسرار الصلاة.

[62] بحار الأنوار: 67/60، ونوادر الراوندي.

[63] بحار الأنوار: 67/56، وفقه الرضا.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست