responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 444

هذه هي حقيقة التقوى ـ أيها المريد الصادق ـ وإن شئت تفصيل علاماتها، وكيفية التحقق بها، فدعك من كل ما قاله العلماء والحكماء، وتدبر بصدق تلك الكلمات البليغة التي وصف فيها الإمام علي التقوى أحسن الأوصاف وأجملها وأجمعها، وذلك عندما طلب منه صاحبه المخلص الصادق همام بن عبادة([1078]) أن يحدثه عن صفات المتقين بعد أن رآه يكثر الحديث عنهم، وبعد أن رأى أن الكل صار يدعي التقوى لنفسه ولمذهبه وطائفته.

ومن تلك الأوصاف قوله: (المتّقون فيها هم أهل الفضائل: منطقهم الصّواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التّواضع، غضّوا أبصارهم عمّا حرّم اللّه عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النّافع لهم، نزّلت أنفسهم منهم في البلاء كالّتي نزّلت في الرّخاء، ولو لا الأجل الّذي كتب اللّه عليهم، لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقا إلى الثّواب، وخوفا من العقاب) ([1079])

ثم ذكر دوافع تلك الصفات، أو التقوى الباطنية، فقال: (عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّة كمن قد رآها، فهم فيها منعّمون، وهم والنّار كمن قد رآها، فهم فيها معذّبون)([1080])

ثم ذكر علامات المتقين، فقال: (قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، صبروا أيّاما قصيرة، أعقبتهم راحة طويلة، تجارة مربحة يسّرها لهم ربّهم، أرادتهم الدّنيا فلم يريدوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها)([1081])


[1078] هو همام بن عبادة بن خيثم، وهو من الصادقين المشهورين بحبهم وموالتهم للإمام علي، وقد توفي في عهده بين عام 37 هجرية الى عام 40.

[1079] نهج البلاغة: الخطبة رقم(193)

[1080] نهج البلاغة: الخطبة رقم(193)

[1081] نهج البلاغة: الخطبة رقم(193)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست