اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 443
وهكذا ذكر أئمة الهدى
التقوى، وحضوا عليها، وبينوا علاماتها، وحذروا من كل التشويهات التي علقت بها، ومن
ذلك قول الإمام علي في علامات التقوى: (إنّ لأهل التقوى علامات يعرفون بها: (صدق
الحديث، وأداء الأمانة، ووفاء بالعهد، وقلّة العجز والبخل، وصلة الأرحام، ورحمة
الضعفاء، وقلّة المؤاتاة للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الحلم، واتباع
العلم فيما يقرّب إلى الله، طوبى لهم وحسن مآب..)([1073])
وسئل الإمام الصادق عن
تفسير التقوى فقال: (أن لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك)([1074])
وكتب إلى رجل من أصحابه
يرغبه في التقوى، ويدعوه إليها: (أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل، فإنّ
الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوّله عما يكره إلى ما يحب، ويرزقه من حيث لا يحتسب، إنّ
الله عز وجل لا يُخدع عن جنته، ولا ينُال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله تعالى)([1075])
وقال: (أيّما مؤمن أقبل
قِبَل ما يحب الله، أقبل الله عليه قِبَل كل ما يحب، ومن اعتصم بالله بتقواه عصمه
الله، ومن أقبل الله عليه وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، وإن نزلت نازلة
على أهل الأرض فشملهم بلية، كان في حرز الله بالتقوى من كلّ بلية، أليس الله تعالى
يقول: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ﴾ [الدخان: 51])([1076])