وهكذا وصف الله تعالى
نماذج عن المحسنين، من خلال ذكر أعمالهم، ومواقفهم، وأوصافهم، ومنهم يوسف عليه
السلام الذي وُصف بالإحسان في مواضع مختلفة، منها قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا
بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
﴾ [يوسف: 22]، وهي تشير إلى أن الحكمة والعلم فضل اختص الله تعالى به
المحسنين جزاء لإحسانهم.
وأخبر عن شهادة السجناء له
بالإحسان، وأنهم رأوا إحسانه رأي العين، فقال: ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ
فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ
إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ
نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 36]،
وهذا يدل على أن الإحسان عام في كل البيئات، حتى بيئة المنحرفين، كما يشير إلى ذلك
قوله a للصحابي الذي قال له: يا رسول الله: إن
لي قرابة أصل ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال:
(إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ـ أي الرماد الحار ـ ولا يزال معك من الله ظهير
عليهم ما دمت على ذلك)([1000])