اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 415
ومثل ذلك ما روي عن الإمام
الكاظم أنه قال في وصيته لتلميذه هشام بن الحكم: (يا هشام قول الله: هل جزاء
الإحسان إلّا الإحسان جرت في المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر، من صنع إليه معروف
فعليه أن يكافاء به، وليست المكافاة أن تصنع كماصنع حتّى ترى فضلك، فإن صنعت كما صنع
فله الفضل بالابتداء) ([1001])
وهكذا أخبر الله تعالى عن
شهادة إخوته له بذلك على الرغم من الجرائم التي ارتكبوها في حقه، قال تعالى: ﴿
قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ
أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 78]
وهكذا يرد في القرآن
الكريم الترغيب في الإحسان بصور مختلفة، أعظمها ذكر محبة الله تعالى للمحسنين، كما
قال تعالى: ﴿ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ
الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 148]
ومنها ذكر النعيم العظيم
المعد لهم، والمتناسب مع درجة إحسانهم، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ
اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران:
172]
بل وعدهم بالزيادة، التي
لم تذكر، لتبقى مفاجأة خاصة بهم، قال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا
الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26]