اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 412
وقال في الإحسان في الصلاة: (ما من امرىء مسلم تحضره صلاة
مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها. إلّا كانت كفّارة لما قبلها من الذّنوب. ما
لم يؤت كبيرة. وذلك الدّهر كلّه)([994])
وأخبر a عن الحسرة التي يجدها
المؤمنون يوم القيامة، بسبب مراعاتهم لأداء الأعمال، وعدم مراعاتهم للإحسان، فقال:
(ما من أحد يموت إلا ندم)، قالوا: وما ندامته يا رسول الله؟ قال: (إن كان محسناً
ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم أن لا يكون نزع)([995])
وهكذا كان رسول الله a
يحض على الإحسان في كل المجالات، وقد روي في الحديث أن رجلا جاء إليه، يطلب منه
الخروج معه للجهاد، ومع أنه a كان محتاجا لكل جندي
معه، ليقاوم المستكبرين إلا أنه قال له: (هل من والديك أحد حيّ؟) قال: نعم، بل
كلاهما، قال: (أفتبتغي الأجر من الله؟) قال: نعم، قال: (فارجع إلى والديك فأحسن
صحبتهما)([996])
وبما أن المجتمع الجاهلي كان يؤذي المرأة، ويمتهنها، فقد ورد في
الأحاديث الكثيرة بيان فضل الإحسان لها، ففي الحديث عن رسول الله a
أنه قال: (من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهنّ كنّ له سترا من النّار)([997])
وجاءه رجل، فقال: يا رسول
الله! من أحقّ النّاس بحسن صحابتي؟ قال (أمّك)