اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 411
وما ذكره هؤلاء الحكماء
وغيرهم، هو ما دلت عليه النصوص المقدسة الكثيرة، والتي تخبر استيعاب الإحسان لكل
الأعمال والمراتب، كما عبر عن ذلك رسول الله a
بقوله: (إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة([988]) وإذا ذبحتم
فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته)([989])
وهكذا يرد التفريق بين
الإسلام العادي، والإسلام الحسن، ففي الحديث قال رسول الله a: (إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفّر الله عنه كلّ سيّئة كان زلفها([990]) وكان بعد ذلك
القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسّيّئة بمثلها، إلّا أن يتجاوز
الله عنها)([991])
وفي حديث آخر سئل رسول الله a:
أ نؤاخذ بما عملنا في الجاهليّة؟ فقال: (من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في
الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر)([992])
ولهذا يرد في الأحاديث
الدرجات المختلفة للأعمال، والتي تبدأ بالحدود الدنيا، وتنتهي بالإحسان، كما يشير
إلى ذلك قوله a في الإحسان في الطهارة: (ما من مسلم
يتوضّأ فيحسن وضوءه، ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين. مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلّا وجبت
له الجنّة)([993])