اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 410
الأولى: الإحسان في القصد،
بتهذيبه علماً، وإبرامه عزماً، وتصفيته حالاً.. والدرجة الثانية: الإحسان في
الأحوال، هو أن تراعيها غيرة، وتسترها تظرفاً، وتصححها تحقيقاً.. والدرجة الثالثة:
الإحسان في الوقت، وهو أن لا تزايل المشاهدة أبداً، ولا تلحظ لهمتك أمداً، وتجعل
هجرتك إلى الحق سرمداً)([983])
وقال آخر: (التحقيق بمقام
الإحسان وذاك بحسب المقام، فالمبتدئ ينبغي أن يعبد الله كأن الحق يراه، والمتوسط
ينبغي أن يعبد الله كأنه هو يرى الحق، والمنتهي ينبغي أن يرى الله في الصلاة من
حيث التحقيق لا من حيث التقليد)([984])
وبناء على هذا ذكروا كيفية
التحقق بمرتبة الإحسان في كل عمل من الأعمال، أو منزل من المنازل، وقد عبر بعضهم
عن ذلك، فقال: (الإحسان: هو لزوم النفس لكل مستحسن من الأفعال والأقوال.. وهو إحسان
المعاملة على رؤية الحق)([985])
وقال آخر: (الإحسان في
ثلاثة أشياء: في أن تعبده ولا تشرك به، والثاني: أن تعمل له على المشاهدة..
والثالث: أن تسرع إلى أوامره وتتباعد عن مناهيه)([986])
وقال آخر: (الإحسان: هو أن
ترفق مع كل أحد إلا معك، فإحسانك إلى نفسك في صورة إساءتك إليها في ظن الاعتماد،
وذلك لارتكابك كل شديدة، ومقاساتك فيه كل عظيمة. والإحسان أيضاً: ترك جميع حظوظك
من غير بقية.. والإحسان: تفرغك إلى قضاء كل أحد علق عليك حديثه.. والإحسان: أن
تعبده على غير غفلة.. والإحسان: أن تعبده وأنت بوصف المشاهدة)([987])