اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41
يمدّها
الماء الطّيّب، ومثل النّفاق فيه كمثل القرحة يمدّها القيح والدّم، فأيّ المدّتين
غلبت على الأخرى غلبت عليه) ([53])
وأخبر
عن السبب الذي تنقسم به القلوب إلى هذه الأقسام، وهو موقفها من الامتحانات وأنواع
البلاء التي تتعرض لها، فقال: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأيّ قلب
أشربها نكت فيه نكتة سوداء. وأيّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتّى تصير على
قلبين، على أبيض مثل الصّفا. فلا تضرّه فتنة ما دامت السّماوات والأرض، والآخر
أسود مربادّ كالكوز مجخّيّا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلّا ما أشرب من هواه)([54])
وقال
الإمام الصادق لبعض أصحابه: (ارعوا قلوبكم بذكر الله عزّ وجلّ واحذروا النكت، فإنه
يأتي على القلب ساعات ليس فيه إيمان ولا كفر، شبه الخرقة البالية، أو العظم
النخر)، ثم قال به سائلا: (أليس ربما تفقدت قلبك فلا تذكر به خيراً ولا شراً، ولا
تدري أين هو؟).. فقال: بلى إنه ليصيبني وأراه يصيب الناس، قال: (أجل ليس يعرى منه
أحد، فإذا كان ذلك فاذكروا الله عز وجل، واحذروا النكت، فإنه إذا أراد بعبد خيراً
نكت إيماناً، وإذا أراد به غير ذلك نكت غير ذلك)، فقال: (وما غير ذلك؟)، فقال:
(إذا أراد كفراً نكت كفراً)([55])
ولذلك
إن شئت ـ أيها المريد الصادق ـ أن تبحث عن الصفاء والسلامة؛ فلا تبحث عنها في
الأعمال وحدها، بل ابحث عنها في قلبك؛ فهو التي يحدد حقيقتك ومكانتك