اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
السلامه والصفا
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن السلامة والصفاء التي ورد وصف القلوب بها في
القرآن الكريم، وعلاقتها بالنفس المطمئنة، وكيفية التحقق بها.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الصورة التي يكون عليها القلب في الدنيا والآخرة هي
التي تحدد النجاة والفوز، كما تحدد الهلاك والخسارة.. فالله تعالى ـ كما ورد في
الحديث الشريف ـ (لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم، وإنّما ينظر إلى قلوبكم) ([52])
ولهذا
يرد في القرآن الكريم تصنيف البشر بحسب قلوبهم؛ فهي من يحدد كونهم من أصحاب النفوس
الأمارة، أو أصحاب النفوس المطمئنة.. وهي من يحدد النجاة والفوز، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ
لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ
سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88، 89]
بل
اعتبر الله تعالى القلب السليم من صفات الأنبياء والمرسلين، فقال في وصف إبراهيم
عليه السلام: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ
رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الصافات: 83، 84]
وقد
ورد في الحديث عن رسول الله a الأوصاف الدقيقة للقلوب وأنواعها، ففي الحديث عنه a قال: (القلوب
أربعة: قلب أجرد فيه مثل السّراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس،
وقلب مصفّح، فأمّا القلب الأجرد فقلب المؤمن، سراجه فيه نوره، وأمّا القلب الأغلف
فقلب الكافر، وأمّا القلب المنكوس فقلب المنافق، عرف ثمّ أنكر، وأمّا القلب
المصفّح فقلب فيه إيمان ونفاق، فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة