اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 406
التي أثارها المشاغبون
ضده: (و أيم الله لأنصفنّ المظلوم من ظالمه، ولآخذنّ الظالم بخزامته حتى أورده
منهل الحق وإن كان كارها)([965])
وكان يقول لهم بكل قوة:
(ما ضعفت ولا جبنت! فلأنقبنّ الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته)، ويقول: (ظلم الضعيف
أفحش الظلم)، ويقول: (الظلم في الدنيا بوار، وفي الآخرة دمار)، ويقول: (من ظلم
عباد الله كان الله خصمه دون عباده)، ويقول: (أقدموا على الله مظلومين، ولا تقدموا
عليه ظالمين) ([966])
وكان يذكرهم بنفسه، وبخوفه
من الجور، ويقول: (و اللّه.. لأن أبيت على حسّك السعدان مسهّدا، أو أجرّ في الأغلال
مصفدا، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة، ظالما لبعض العباد، وغاصبا
لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحدا لنفس إلى البلي قفولها، ويطول في الثرى حلولها..
واللّه لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها
جلب شعيرة ما فعلته.. ما لعليّ ولنعيم يفنى، ولذة لا تبقى.. نعوذ باللّه من سبات
العقل، وقبّح الزلل وبه نستعين)([967])
وقد سأله بعضهم: أي ذنب
أعجل عقوبة؟ فقال: (من ظلم من لا ناصر له، إلّا اللّه، وجاور النعمة بالتقصير،
واستطال بالبغي على الفقير)([968])
ولم يكن يكتفي بمراعاة
العدل أو الدعوة إليه، وإنما كان ينهى عن كل موالاة للظلمة أو سكوت عنهم، وكان
يقول: (العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به شركاء ثلاثة)([969])