اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 404
لتزين في أعين الناس إذا
كان عليها إمام عادل، وتقبح إذا كان عليها إمام جائر)، ويقول: (عدل ساعة خير من
عبادة سبعين سنة، قيام ليلها وصيام نهارها، وجور ساعة في حكم، أشدّ عند الله من
معاصي ستين سنة) ([960])
ويتحدث عن العدل السياسي،
وعلاقته بالعدل النفسي، فيقول: (جب على السلطان أن يلتزم العدل في ظاهر أفعاله
لإقامة أمر سلطانه، وفي باطن ضميره لإقامة أمر دينه، فإذا فسدت السياسة ذهب
السلطان، ومدار السياسة كلها على العدل والإنصاف، فلا يقوم سلطان لأهل الإيمان
والكفر إلّا بهما، والإمام العادل كالقلب بين الجوارح تصلح الجوارح بصلاحه، وتفسد
بفساده)([961])
وعندما سئل: (أيّهما أفضل:
العدل أو الجود؟)، أجاب بقوله: (العدل يضع الأمور مواضعها، والجود يخرجها عن
جهتها. والعدل سائس عام، والجود عارض خاص، فالعدل أشرفهما)([962])
وفي أوّل خطبة ألقاها بعد
مبايعة الناس له، قال لهم: (أيها الناس الدنيا دار حق وباطل، ولكلّ أهل، ألا ولئن
غلب الباطل فقديما كان وفعل، ولئن قل الحق فلربما ولعل، ولقلّما أدبر شيء وأقبل،
ولئن ردّ عليكم أمركم إنكم لسعداء. إن الله عزّ وجلّ أدب هذه الأمة بالسيف والسوط
فاستتروا في بيوتكم، وأصلحوا ذات بينكم، فإن التوبة من ورائكم، وما عليّ إلّا
الجهد، ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها، فتقحمت بهم إلى
النار. ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمّتها، فأوردتهم
الجنّة،