اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 399
فجعل الإنفاق المعتدل الذي
لا إسراف فيه ولا إقتار سبيل المثوبة بدار السلام.
ومثله ما ورد في قوله
تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا
تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء:
29]، وهي عامة تشمل كل الشؤون.
ولهذا ورد الثناء على القائمين بالعدل، واعتبارهم نخبة الأمة
وصفوتها، قال تعالى: ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ
وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 181]
وهكذا ورد في السنة
المطهرة الحث على العدل والاعتدال، وفي كل المحال، وبالأساليب المختلفة، ومنها تلك
البشارات العظيمة التي ربطها رسول الله a بالعدل في قوله:(سبعة
يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى،
ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل
دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا
تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)([947])
فرسول الله a
في هذا الحديث يبشر الإمام العادل بالظل الإلهي في اليوم الذي يحترق فيه الإمام
الجائر بنار جوره.. وقد قرن رسول الله a الإمام العادل
بأولئك الطيبين الكرام المنشغلين بالله، للدلالة على دور العدل في كل تلك الصفات.
وقال a
في بشارة أخرى للقائمين بالعدل:(إن المقسطين عند الله على منابر من نور: