وفي هذا إشارة إلى أن العدل
هو المرقاة التي يرقى بها العبد إلى تلك المنابر النورانية، التي تؤهله للترقي في
معارج الكمال.. وقد عمم رسول الله a العدل وأطلقه.. فالعدل لا
يكمل إلا بذلك، ولا يصح إلا بذلك.
وفي حديث آخر قال رسول
الله a:(أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق، ورجل رحيم رقيق القلب
لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال)([949])
فقد جعل رسول الله a الحاكم العادل أول من ذكرهم من أهل الجنة، وقرنه بالرجل الرحيم،
والرجل العفيف، وكأنه يقول لنا: إن العدالة تنبني على هذين الأساسين: الرحمة
والعفاف.. فلا يقف في وجه العدالة، ولا ينحرف بها إلا القسوة والطمع.
وفي حديث آخر قال a:(ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة
المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء)، ويقول الرب:(وعزتي
وجلالي لأنصرنك، ولو بعد حين)([950])
فقد ضمن رسول الله a للإمام العادل استجابة الدعاء، وهو لا يستجاب إلا من قريب، وقرنه a بالصائم.. فالعدل لا يتحقق إلا لمن انتصر على نفسه، وعرف كيف يهذبها..
وربطه a الإمام العادل بدعوة المظلوم.. وكأنه ينبئ عن علاج يعالج به
مرض الجور، وهو التحذير من دعوة المظلوم.
وفي مقابل ذلك ورد النهي
عن الجور، وبأشد الصيغ، ومنها قوله a:(إن أشد