اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 394
الفجور، وتفريط: هو
الجمود، ووسيطة بينهما هو العفة.. وللغضبية طرفان إفراط: هو التهور، وتفريط: هو
الجبن، وتوسط بينهما هو: الشجاعة.. والنطقية طرفان، إفراط: هو الجربزة، وتفريط: هو
البله، وتوسط بينهما هو: الحكمة.. فمتى استجمعت النفس هذه الفضائل الثلاث ـ التي هي أصول
الفضائل كلها، وهي: العفة والشجاعة والحكمة.. وتنـزهت عن رذائل الأطراف الست التي
هي أمهات الرذائل كلها، وهي: الفجور والجمود والتهور والجبن والجربزة والبله؛ فقد
تخلقت بالعدالة لما تحققت بما تخلقت به من التحلي بأمهات الفضائل كلها، والتخلي عن
الرذائل جميعها)([941])
وقال آخر مبينا دور
العدالة في سياسة النفس: (العدل: حالة للنفس وقوة بها، تسوس الغضب والشهوة،
وتحملهما على مقتضى الحكمة، وتضبطهما في الاسترسال والانقباض على حسب مقتضاها)([942])
وقال آخر مبينا موازين
العدل المرتبطة باللطائف الإنسانية: (ميزان العدل في الدنيا ثلاثة: ميزان للنفس
والروح، وميزان للقلب والعقل، وميزان للمعرفة والسر.. فميزان النفس والروح: الأمر
والنهي، وكفَّتاه: الوعد والوعيد.. وميزان القلب والعقل: الإيمان والتوحيد،
وكفَّتاه: الثواب والعقاب.. وميزان المعرفة والسر: الرضا والسخط، وكفَّتاه: الهرب
والطلب.. فمن وزن أفعال النفس والروح بميزان الأمر والنهي بكفة الكتاب والسنة،
ينال الدرجات في الجنان.. ومن وزن حركات القلب والعقل بميزان الثواب والعقاب بكفة
الوعد والوعيد، أصاب الدرجات ونجا من جميع المشقات.. ومن وزن خطرات المعرفة والسر
بميزان الرضا والسخط بكفة الهرب والطلب، نجا من الذي هرب،
[941]
كمال الدين القاشاني، لطائف الأعلام في إشارات أهل الإلهام، ص 416، 418.