responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 393

وسيلة من وسائل التضليل التي يستعملها الشيطان لإغواء الإنسان.

وقد اتفق الحكماء على هذا، كما عبر بعضهم عن ذلك بقوله: (العدالة: هي الجامعة لجميع الفضائل)([936])

وقال آخر: (العدالة: هي عبارة عن الحكمة، وهي توسط القوة العملية فيما يدبر له الحياة، ولا يدبر)([937])

وقال آخر: (العدالة: هي جماع الخير كله، كما أن الجور ـ المقابل لها ـ جماع الرذائل)([938])

وقال آخر: (العدل: هو من استجمع جميع الفضائل كلها غير مقتصر على فضيلة دون أخرى)([939])

وفسر بعضهم دور العدالة في الموازنة بين قوى النفس، فقال: (إنما انحصرت جميع الفضائل والرذائل ـ بل جميع الأفاعيل الصادرة عن الإنسان ـ في القوى الثلاث ـ التي هي أصول، وهي: القوة العقلية النطقية، والقوة الشهوانية، والقوة الغضبية ـ وكان الكمال الإنساني إنما هو بأن يستولى على قواه البدنية، بحيث يكون شهوته وغضبه وفكره في تدبير أمر الحياة ـ وغيرها ـ على مقتضى الصواب والخير الذي لا يخطأ فيه.. على نهج العدالة الواسطة الغير المنحرفة إلى الأطراف بالإفراط والتفريط، صارت العدالة الوسيطة هي خير الأمور وجماع الفضائل كلها، كما قال a: (خير الأمور أوسطها)([940])

ثم ذكر الرذائل المنحرفة عن [العدالة]، فقال: (فللشهوانية طرفان: إفراط: هو


[936] الغزالي، ميزان العمل، ص 286.

[937] اللمحات في الحقائق لشهاب الدين السهروردي الإشراقي، ص 213.

[938]كمال الدين القاشاني، لطائف الأعلام في إشارات أهل الإلهام، ص 416، 418.

[939] لطائف الأعلام في إشارات أهل الإلهام، ص 416، 418.

([940]) مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 179 برقم 35128.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست