اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 369
وقد
ذكر بعض الحكماء درجات الرجاء، فقال: (الرجاء ثلاثة مراتب: الأولى: الشفاعة مع
حالة الإسراف وقلة العمل.. ثانيها: رجاء قبول الأعمال.. ثالثها: رجاء الرحمة وينشأ
ذلك من سعة الرحمة والمنة)([871]).
وقال
آخر: (الرجاء على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: رجاء يبعث العامل على الاجتهاد،
ويولد التلذذ بالخدمة، ويوقظ لسماحة الطباع بترك المناهي.. والدرجة الثانية: رجاء
أرباب الرياضات أن يبلغوا موقفاً تصفو فيه هممهم، برفض الملذوذات، ولزوم شروط
العلم، واستقصاء حدود الحمية.. والدرجة الثالثة: رجاء أرباب طيب القلوب، وهو رجاء
لقاء الحق عز وجل، الباعث عن الاشتياق، المنغص للعيش، المزهد في الخلق)([872])
وقال
آخر: (الرجاء على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: رجاء يبعث العلماء على الاجتهاد في
العمل.. والدرجة الثانية: الرجاء بزيادة القرب وزيادة الاصطفاء، وهذا يحصل لأصحاب
خوف الإجلال والعظمة، وهم الأنبياء (عليهم السلام).. والدرجة الثالثة: رجاء لقاء
الله تعالى، وهذا أيضاً للأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)([873])
هذا
جوابي عن أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحرص على أن تنزل هذه المنزلة الرفيعة،
فهي دليل معرفتك بربك، فبقدر حسن ظنك به، بقدر محبتك له.. وسترى كيف يكون حسن الظن
الصادق دليلا إلى كل هداية وخير.. فمن أحسن ظنه بربه سعى لتهذيب نفسه وإصلاحها حتى
يكون لائقا بمن أحسن ظنه به.