responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 370

العفه والنزاهه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن العفة وحقيقتها ومجالاتها وعلاماتها، وعلاقتها بالنفس المطمئنة.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن العفة من المنازل الضرورية للنفس المطمئنة؛ فلا يمكن للنفس المملوءة بالقذارات والموبقات أن تصل إلى الطمأنينة، وكيف تصل إليها، وهي تمارس أهواءها وشهواتها ونزواتها من خلال زرع الآلام والصراع؟

ولهذا ترد العفة بمفهومها الشامل في كل صفات المؤمنين والمفلحين والمخبتين في القرآن الكريم.. وهي تعني كونها ركنا ليس في طمأنينة النفس فقط، وإنما هي ركن في أدنى مبادئ الإسلام.. ولذلك كان رسول الله a يبايع على العفة من دخل إلى الإسلام جديدا، ليبين له أنه لا يكفي التلفظ بالشهادتين ما لم تتحقق فيه العفة.

قال تعالى يشير إلى ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الممتحنة: 12]

وقد كان رسول الله a يبايع بنفس البيعة الرجال أيضا، فقد روي في الحديث عن بعض أصحاب رسول الله a قال: كنا تسعة أو ثمانية أو سبعة عند رسول الله a، فقال: (ألا تبايعون رسول الله؟)، وكنّا حديث عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال: (ألا تبايعون رسول الله؟) فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال: (أ لا تبايعون رسول الله؟)، فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: (على أن تعبدوا

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست