اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 368
بالتوبة،
وحال بينه وبين القنوط، وبعث العبد على الطاعة لله تعالى والتشمير والاجتهاد رجاء
ما وعد العاملين.. والغرة: خدعة من النفس والعدو بذكر الرجاء بالتوحيد، أو بالآباء
الصالحين، أو بعمل قليل ضعيف، فتطيب نفسه بتلك الخدعة، حتى تهون عليه ذنوبه لظنه
أنها مغفورة)([866])
وقال آخر: (كونوا دائماً
بين الخوف والرجاء، فالخوف أن يخاف القلب من الله لما علم من ذنوبه، والرجاء سكون
الفؤاد بحسن الوعد)([867])
وقال
آخر: (الرجاء ثلاثة: رجل عمل حسنة، فهو يرجو قبولها. ورجل عمل سيئة ثم تاب، فهو
يرجو المغفرة. والثالث الرجل الكاذب يتمادى في الذنوب ويقول: أرجو المغفرة)([868])
وقال
آخر: (الرجاء والخوف حالان عن مشاهدتين، فمن أراد أن يفتح له باب الرجاء فليشهد ما
من الله له من الفضل والكرم والإسعاف والألطاف، فسيغلب عليه حينئذ حال الرجاء.. ومن
أراد أن يفتح له باب الخوف، فليشهد ما منه
إلى الله تعالى
من المخالفة والعصيان وسوء الأدب بين يديه، فسيغلب عليه حينئذ حال الخوف)([869])
وقال
آخر: (العارفون إذا خوفوا رجوا، وإذا رُجُّوا خافوا)([870])
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن الرجاء والأمل وحسن الظن بالله تتنوع
مظاهره وصوره ودوافعه بحسب الدرجة التي يحل فيها السالك مثلها مثل كل المناز،
[866]
أستاذ السائرين الحارث بن أسد المحاسبي، ص 160.