اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 367
وقال
آخر في ضرورة الجمع بينهما: (لا يكون رجاء بلا خوف، لأن من رجا أن يصل إلى
شيء خاف أن يفوته.. والرجاء
بلا خوف أمن، والخوف بلا رجاء قنوط)([862])
وقال آخر: (لا يكون رجاء بلا خوف؛ لأن
من رجا أن يصل إلى شيء خاف أن يفوته، وحسن الظن بالله تعالى معرفته بجميل صفاته،
ثم أمل به من حيث هو لا من حيث العبد علماً منه بأن من صفاته محسن، كريم، رحيم،
لطيف، رؤوف. وحسن الظن بالله تعالى تعليق الهمم على ما سبق من نظر العناية، ونظر
القلب إلى الرب بلا تطميع للقلب ولا تمنيته الأرواح. وطمع العامة نهايات، أكثر
أسبابه صدق عليه اسم الرجاء، ومتى انخرمت عليه أكثر أسبابه فاسم الطمع أولى به من
اسم الرجاء. والرجاء بلا خوف أمن، والخوف بلا رجاء قنوط)([863]).
وقال
آخر في بيان كيفية الجميع بينهما: (إذا أردت أن ينفتح لك باب الرجاء، فاشهد ما منه
إليك.. وإذا أردت أن ينفتح لك باب الخوف، فاشهد ما منك إليه)([864]).
وقد
علق بعضهم على هذا بقوله: (الرجاء والخوف حالان عن مشاهدتين، فمن أراد أن يفتح له
باب الرجاء، فليشهد ما من الله له من الفضل والكرم والإسعاف والألطاف، فسيغلب عليه
حينئذ حال الرجاء.. ومن أراد أن يفتح له باب الخوف، فليشهد ما منه إلى الله تعالى
من المخالفة والعصيان وسوء الأدب بين يديه، فسيغلب عليه حينئذ حال الخوف)([865])
وقال
آخر: (الرجاء هو ما هاج من الطمع والأمل في الله تعالى، فسخي نفس العاصي
[862]
ظهير الدين القادري، الفتح المبين فيما يتعلق بترياق المحبين، ص 39.