responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 349

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الخشية والشفقة التي ورد وصف المؤمنين بهما في القرآن الكريم، وعن سر ارتباطهما بالنفس المطمئنة، وكيف تتحقق لها طمأنيتها بذلك.

وقد ذكرت لي أثناء سؤالك بعضا ممن يدعون العرفان ينفّرون من مثل هذه المنازل، ويسخرون من المتحدثين عنها، ويعتبرون حديثهم دليل النقص والقصور، ويتصورون أن ذلك متناف مع منازل الود التي هي منازل المقربين.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الوهم الذي وقع فيه هؤلاء الذين ذكرتهم، يكمن في تصوراتهم المرتبطة بحقيقة الخشية والشفقة، أو في الدرجات المرتبطة بهما، ولذلك لم يستطيعوا التوفيق بين منازل الحب، وهذا النوع من المنازل.. وهذا ما جعلهم يتوهمون أن الحب يقضي على الخشية والشفقة، ولم يعلموا أنهما قد يكونان من ثمار الحب.

ألا ترى كيف يجعل الحب الوالدين ممتلئين بالخشية والشفقة على أولادهما، نتيجة حبهما الشديد لهم؛ فهل نفى حبهما خوفهما؟

وهكذا؛ فإن المحب الحريص على محبوبه، يخشى أن يقع في أدنى الأخطاء التي قد توقعه في القطيعة والهجر.. ولذلك كلما ازداد حبه وقربه، كلما ازداد خوفه ووجله.

وكيف لا يحصل منه ذلك، وقد ورد في الآثار ما يدل على أن إبليس كان من العبّاد المقربين، لكنه بعدم خشيته من الله، توهم نفسه ندا لربه، فراح يعارضه، وقد قال الإمام علي يشير إلى ذلك، وإلى الغرور الذي يؤدي إليه عدم الخشية: (فاعتبروا بما كان من فعل اللّه بإبليس، إذ أحبط عمله الطّويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد اللّه ستّة آلاف سنة، لا يدرى

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست