اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 348
وهي تدل على الثمار العظيمة التي ينالها المخبت في كل درجة من
الدرجات.. وقد عبر الإمام الصادق عن بعضها، فقال: (المخبت: الذي لا يظلم،
وإن ظلم لا ينتصر)([830])
وعبر بعض الحكماء عنها، فقال: (المخبت: هو الذي امتلأ قلبه من المحبة
والرضا، وقصر طرفه عما دونه.. وهو الذي شغله بمولاه عن كل شيء سواه)([831])
وقال آخر: (المخبتون هم الذين
امتلأت قلوبهم من محبة الله، وجلّت عما دونه، كالغريق تشغله نفسه عن كل شيء، كذلك المخبت
يشغله حاله عن كل شيء)([832])
هذا جوابي على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحرص على أن تنزل
هذه المنزلة الرفيعة، والتي تجعل نفسك ذليلة للحق، ساكنة مستسلمة له، مادة يديها
إليه بالفقر والفاقة والمسكنة.. فلن تنال المواهب إلا بذلك.
واعلم أنك لن تنال عزتك إلا بذلتك لربك، ومسكنتك بين يديه..
فالمستكبرون أبعد الخلق عن الله، ولذلك يتربص بهم الذل من كل النواحي.. بخلاف
المتذللين لله، والذين تتنزل عليهم العزة من كل الجهات، كما قال تعالى: ﴿مَنْ
كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [فاطر: 10]