اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 344
وقال
آخر: (ما أعز الله عبداً بعز هو أعز له من أن يدله على ذل نفسه، وما أذل الله
عبداً بذل هو أذل له من أن يحجبه عن ذل نفسه) ([814])
بل
إنهم يعتبرون المعصية المصحوبة بالتذلل والانكسار لله تعالى خير من الطاعة
المصحوبة بالعز والاستكبار، وقد عبر بعضهم عن ذلك، فقال: (معصية أورثت ذلاً
وافتقاراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً)
ولكل هذا ما يدل عليه من
النصوص المقدسة، فقد كان من دعاء رسول الله a: (اللهم
أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين) ([815])
ويصف الإمام الحسين كيفية
دعاء رسول الله a، فيقول: (كان رسول
الله a يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين)([816])
ويروى أنه كان a (ليلة بدر قائماً يصلّي ويبكي ويستعبر ويخشع ويخضع كاستطعام
المسكين، ويقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني، ويخرّ ساجداً ويخشع في سجوده ويُكثر
التضرّع، فأوحى الله إليه: (قد أنجزنا وعدك.. فعلينا فتوكّل، وعليه فاعتمد، فأنا
خير من تُوكِّل عليه، وهو أفضل من اعتُمد عليه)([817])
وحدث بعضهم عن موقف من
مواقف الإمام السجاد، فقال: (دخلت الحِجْر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل
فقام يصلي، فصلى ما شاء الله ثم سجد، فقلت: رجلٌ صالحٌ من أهل بيت الخير، لأستمعن
إلى دعائه، فسمعته يقول في سجوده: (عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك،
سائلك بفنائك)، قال طاووس: (فما دعوت بهن في كرب