اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 34
العارفين بفنائهم عن
ذكرهم وشهودهم إلى ذاكرهم ومنّته عليهم) ([41])
ويذكرون أن أهل الورع على
ثلاث طبقات؛ أدناها (من تورّع عن الشبهات التى اشتبهت عليه، وهى ما بين الحرام
البيّن والحلال البيّن، وما لا يقع عليه اسم حلال مطلق ولا اسم حرام مطلق فيكون
بين ذلك فيتورّع عنهما، وهو كما قال ابن سيرين ليس شيء أهون علىّ من الورع اذا
رابنى شىء تركته) ([42])
وأوسطها: (من يتورّع عمّا
يقف عنه قلبه ويحيك فى صدره عند تناولها وهذا لا يعرفه الّا أرباب القلوب
والمتحقّقون وهو كما روى عن النبى a
أنّه قال: (الإثم ما حاك فى صدرك)
وأعلاها (العارفون
والواجدون، وهو كما قال أبو سليمان الدارانى: كلّ ما شغلك عن الله فهو مشؤوم عليك،
وكما قال سهل بن عبد الله حين سئل عن الحلال الصافى: الحلال الذى لا يعصى الله
فيه، والحلال الصافى الذى لا ينسى الله فيه؛ فالورع فيما لا ينسى الله فيه هو
الورع الذى سئل عنه الشبلى، فقيل له: ما الورع؟ فقال: أن تتورّع أن لا يتشتّت قلبك
عن الله عزّ وجلّ طرفة عين)
ويذكرون أن المتوكلين على
ثلاث طبقات: توكل المؤمنين، وتوكل أهل الخصوص، وتوكل خصوص الخصوص([43]).
أما توكل المؤمنين؛ فهو ما
عبر عنه بعضهم بقوله: (طرح البدن في العبودية، وتعلق القلب بالربوبية، والانقطاع
إلى اللّه بالكلية، فإن أعطى شكر، وإن منع صبر راضيا وموافقا
[41] الله جل جلاله،
القصد المجرد فى معرفة الاسم المفرد، القصدالمجرد، ص: 47.