وقال: (خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الاعمال البر بالاخوان،
والسعي في حوائجهم، وذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان)، ثم قال
لبعض أصحابه: ياجميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك، فقال: جعلت فداك من غرر أصحابي؟
قال: (هم البارون بالاخوان، في العسر واليسر.. أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك،
وقد مدح الله عزوجل صاحب القليل فقال: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9])([731])
أما حقيقة السخاء والكرم والمجالات
التي يرتبطان بها؛ فقد تحدث عنها الحكماء، كل بما فهمه من النصوص المقدسة، أو بما
مر به من تجارب، ومن أمثلة ذلك قول بعضهم في الفرق بين السخاء والكرم وغيرها من
صفات البذل والعطاء: (السخاء هو الرتبة الأولى، والجود بعده ثم الإيثار، فمن أعطى
البعض وأبقى البعض فهو صاحب سخاء، ومن بذل الأكثر وأبقى لنفسه شيئاً فهو صاحب جود،
والذي قاسى الضرر وآثر غيره بالبلغة فإنه صاحب إيثار)([732])
وقال بعضهم في تعريف: (الكرم: هو ترك
ما لا يغنيك)([733])