responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30

الترقی و الحرکه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن تلك المنازل والمقامات التي حدثتك عنها في رسالتي السابقة، وهل هي ثابتة مستقرة على حال واحد، أم أنها قد تتغير وتتبدل؟

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الثبات الذي ذكرته النصوص المقدسة لا يعني عدم الحركة، ولا التطور، ولا الترقي؛ فليس هناك شيء في الكون بهذه الصفة، بل الكل متحرك شوقا إلى الجمال الإلهي.

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك، فقال: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ (الاسراء: 44)، وبما أن التسبيح يعني تنزيه الله تعالى عما لا يليق به، والحمد هو الثناء على الله بكمالاته المطلقة.. فإن ذلك يقتضي ترقي كل شيء من خلال ذلك التسبيح والتحميد الذي لا حدود لمعانيه، لعدم محدودية الله تعالى.

وبذلك؛ فإن النفس المطمئنة تسير في ذلك السير التكاملي الذي يسير فيه الكون جميعا، لتكتشف في كل يوم، بل في كل لحظة شأنا جديدا من الشؤون الإلهية التي عبر الله تعالى عنها بقوله: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29]

وقد قال بعض المفسرين معلقا على معناها: (أي أنّ خلقه مستمر، وإجاباته لحاجات السائلين والمحتاجين لا تنقطع، كما أنّ إبداعاته مستمرّة فيجعل الأقوام يوماً في قوّة وقدرة، وفي يوم آخر يهلكهم، ويوماً يعطي السلامة والشباب، وفي يوم آخر الضعف والوهن، ويوماً يذهب الحزن والهمّ من القلوب وآخر يكون باعثاً له.. وخلاصة الأمر أنّه في كلّ يوم ـ وطبقاً لحكمته ونظامه الأكمل ـ يخلق ظاهرة جديدة وخلقاً وأحداثاً جديدة.. والالتفات إلى هذه الحقيقة من جهة يوضّح إحتياجاتنا المستمرّة لذاته المقدّسة، ومن جهة اُخرى فإنّه

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست