responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 267

أنه لم يكن يضحك قهقهة، وإنما كان يكتفي بالابتسامة، وكان كثير التبسم، فالتبسم دليل على النفس المطمئنة الهادئة المستقرة البشوشة، بخلاف العبوس، ولهذا كان يأمر به، ويقول: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)([578])

وجعل a لقاء الناس بوجه طليق من المعروف، فقال:(لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط)([579])

وغيرها من الآداب الكثيرة التي لا يمكن حصرها.. والتي مثلها أحسن تمثيل، ودعا إليها أحسن دعوة أئمة الهدى الذين ورثوا أخلاق رسول الله a، ودعوا إليها، فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على البحث عنها، لتتحقق فيك التبعية الحقيقية.

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أن الآداب أعظم من أن تنحصر في تلك المظاهر التي ذكرتها لك؛ فهي مجرد أمثلة عن كيفية التعامل مع الخلق، ولذلك فهي تشمل كل المعاملات، وفي كل الشؤون.

ولهذا اتفق الحكماء على اعتبارها شرطا من شروط السلوك، وقد قال بعضهم في ذلك: (من تهاون في الأدب عوقب بترك السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة)([580])

وقال آخر: (ترك الأدب موجب يوجب الطرد، فمن أساء الأدب على البساط رد إلى الباب، ومن أساء الأدب على الباب رد إلى سياسة الدواب)([581])

وقال آخر: (ما دام العبد يحفظ الآداب ويتعاهدها فالشيطان لا يطمع فيه، فإذا ترك


[578] رواه الترمذي (1956)

[579] رواه أحمد والترمذي والحاكم.

[580] عبد الله اليافعي، نشر المحاسن الغالية، ص226.

[581]الرسالة القشيرية، ص 221.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست