وأخبر
عن الجزاء العظيم المعد لمن فعل هذا، فقال: (مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق
فقال: والله لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم؛ فأدخل الجنة)([573])
ويدخل
في هذا تنظيف جميع المحال العامة، كما قال a:(عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة
يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن
أو آية أوتيها رجل ثم نسيها)([574])
وأمر
رسول الله a بمراعاة العابرين في الطريق، فلا يؤذيهم، أو يمسهم بما يحد من
حريتهم، فقال: (إياكم والجلوس على الطرقات، فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق
حقها: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر)([575])
ودعا
رسول الله a إلى التحية وآدابها، فقال: (والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى
تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا
السلام بينكم)([576])
بل
اعتبر إفشاء السلام من دلائل خيرية المسلم، فقد روي أن رجلا سأل رسول الله a:أي
الإسلام خير؟ قال:(تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)([577])
وهكذا
كان رسول الله a يمثل كل الآداب، وبأرفع درجاتها، ومن الأمثلة عنها،
[572]
رواه البخاري في الأدب المفرد باب إماطة الأذى رقم (228)