اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 255
نفسه من أمّر عليها لسانه.. ومَن كثُر
كلامه كثر خطاؤه، ومَن كثُر خطاؤه قلّ حياؤه، ومَن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومَن قلّ
ورعه مات قلبه، ومَن مات قلبه دخل النار)([555])
وقال: (وليختزن الرجل لسانه، فإنّ هذا
اللسان جموح بصاحبه، والله ما أرى عبداً يتّقي تقوى تنفعه حتّى يختزن لسانه، وإنّ
لسان المؤمن من وراء قلبه، وإنّ قلب المنافق من وراء لسانه، لأنّ المؤمن إذا أراد
أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه، فإن كان خيراً أبداه، وإنّ كان شراً واراه، وإنّ
المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه)([556])
وقال: (وإنّا لأمراء الكلام وفينا
تنشّبت عروقه، وعلينا تهدّلت غصونه، واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنكم في زمانٍ القائل
فيه بالحق قليل، واللسان عن الصدق كليل، واللازم للحق ذليل)([557])
وقال في وصيته لابنه الإمام الحسن: (تلافيك
ما فَرَط من صمتك، أيسر من إدراكك ما فات من منطقك، وحفظ ما في الوعاء بشدّ
الوكاء)([558])
وقال: (العافية عشرة أجزاء: (تسعة منها
في اعتزال الناس، وواحدة في الصمت إلاّ عن ذكر الله عزّ وجلّ)([559])
وقال الإمام الصادق موصيا أصحابه:
(معاشر الشيعة..كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، قولوا للناس حسناً،
واحفظوا ألسنتكم وكفّوها عن الفضول، وقُبح القول)([560])