responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 252

ينطوي عليه الكتاب والسنة، ومن علوم الشريعة والطريقة والحقيقة بما ينطوي عليه من الحكم والأسرار، وأن يكون جميع ما يتكل به حقا صادقا خيرا نافعا مشتملا على جملة من الحكم والمواعظ على ما يذكر سامعه بالله تعالى شأنه ويقربه إليه)([544])

وهكذا، فإن لكل حال من الأحوال لسانه الخاص به، فـ (لسان الورع يدعو إلى ترك الآفات.. ولسان المحبة يدعو إلى الذوبان والهيمان.. ولسان المعرفة يدعو إلى الفناء والمحو والثبات والصحو)([545])

أما ألسنة الحكماء، فهي (لا تنطق إلا من بعد أن يؤذن لها، وإذا نطقت وقع السمع لمن أسمع بها، وإنما مثل ذلك من فضل الله على خلقه، مثل غيث سمائه الذي أنزله وأحيا به ميت أرضه، أما سمعت الله تعالى يقول: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، وكذلك يحيي الله تعالى بألسنة الحكمة ما أمات من الإعراض عنه من قلوب أهل الغفلة)([546])

وقد اتفق جميع الحكماء على أن للسان أثره على القلب، فـ (إذا كان اللسان صالحاً صلح القلب، وإذا كان فاسداً فسد.. ولذلك يحتاج لسانك إلى لجام التقوى، وتوبة عن الكلام بالهذيان والنفاق، فإذا دمت على ذلك انقلبت فصاحة اللسان إلى فصاحة القلب، فإذا تم له هذا تنور وظهر النور منه إلى اللسان والجوارح، فحينئذٍ يكون النطق للسان المقرب)([547])


[544]لطائف الإعلام في إشارات أهل الإفهام، ص 437.

[545]حكم أبو مدين، ص 56.

[546]رسائل الجنيد، ص 9.

[547]الفتح الرباني والفيض الرحماني، ص 223.

0

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست