responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246

رسول الله: بعثت إليك بذلك اللبن مرثية لك من طول النهار وشدة الحر، فرددت فيه إلي الرسول! فقال النبي a: (بذلك أمرت الرسل قبلي، أن لا تأكل إلا طيبا، ولا تعمل إلا صالحا)([530])

هذه هي سنة نبيك a، وهي سنة أئمة الهدى من بعده؛ فاحذر من أولئك الذين يبحثون لك عن الرخص، أو يستهينون بمثل هذا، ويسخرون منه.. فالدين لا يمثله إلا من تمثلت فيه الهداية، وكان وارثا للنبوة، ولم يدخل معها أهواءه وأمزجته.

ولهذا كان بعض الصالحين يقول: (كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة أن نقع في الحرام)، وقال آخر: (إن من تمام التقوى أن يتقي العبد في مثال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما حتى يكون حجابا بينه وبين النار) ([531])

أما سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ عن درجات الورع؛ فأحسب أنك من خلال رسائلي السابقة صرت عارفا بكيفية تقسيم الحكماء لهذه المنازل.

لكني مع ذلك سأذكر لك بعض ما ذكروا، فقد قال بعضهم: (الورع على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: لصون النفس، وتوفير الحسنات، وصيانة إلايمان.. والدرجة الثانية: حفظ الحدود عند ما لا بأس به إبقاءً على الصيانة والتقوى، وصعوداً على الدناءة، وتخلصاً عن اقتحام الحدود.. والدرجة الثالثة: التورع عن كل داعيةٍ تدعو إلى شتات الوقت، والتعلق بالتفرق، وعارضٍ يعارض حال الجمع)([532])

وقال آخر: (أهل الورع على ثلاث طبقات: فمنهم: من تورع عن الشبهات التي اشتبهت عليه، وهي ما بين الحرام البين والحلال البين، وما لا يقع عليه اسم حلال مطلق، ولا اسم حرام مطلق،


[530] رواه ابن أبي الدنيا في (الورع) والطبراني في الكبير والحاكم وأبو نعيم في الحلية.

[531] إحياء علوم الدين (2/ 95)

[532] منازل السائرين، ص 31، 32.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست