اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 245
للظهر؟ فقال: بل للظهر، فقال:
إن بخفها نقباً قد رأيته، وإنها لا تتابع السير، فعاد فردها فنقصها البائع مائة
درهم، وقال للصحابي: رحمك الله أفسدت علي بيعي، فقال له: إنا بايعنا رسول الله a على النصح لكل مسلم، وقد سمعت رسول الله a يقول: (لا يحل
لأحد يبيع بيعاً إلا أن يبين آفته، ولا يحل لمن يعلم ذلك إلا تبيينه)([525])
وهكذا مثل رسول الله a الورع
في حياته أحسن تمثيل، وقد روي أنه وجد تمرة في الطريق فقال:
(لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها)([526])
وقال: (إني لأنقلب إلى أهلي،
فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها)([527])
وروي أنه أصابه أرق من الليل،
فقال له بعض نسائه: يا رسول الله أرقت الليلة، فقال: (إني كنت أصبت تمرة تحت جنبي،
فأكلتها وكان عندنا تمر من تمر الصدقة، فخشيت أن تكون منه)([528])
وروي أن الحسن بن علي في صغره
الباكر أخذ تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي a: (كخْ كخْ، ارمِ
بها، أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة، أو أنَّا لا تحل لنا الصدقة)([529])
وروي أن امرأة بعثت إليه a بقدح لبن عند فطره وهو صائم، وذلك في طول النهار وشدة الحر، فرد إليها
الرسول: (أنى لك هذا اللبن؟) قالت: من شاة لي؛ فرد إليها رسولها: (أنى لك هذا
الشاة؟) قالت: اشتريتها من مالي؛ فشرب، فلما كان من غد، أتت النبي a، فقالت: يا
[525]
رواه الحاكم والبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد.