وقال: (لا يبلغ العبد أن يكون
من المتقين، حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس)([520])
وقال: (فضل العلم خير من فضل
العبادة، وخير دينكم الورع)([521])
وقال: (ثلاث مَنْ كنَّ فيه
استوجب الثواب واستكمل الإيمان: خُلُقٌ يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم
الله، وحِلم يردُّ به جهل الجاهل)([522])
وروي أنه مر برجل يبيع طعاماً
فأعجبه، فأدخل يده فيه، فرأى بللاً، فقال: ما هذا؟ قال: أصابته السماء، فقال a: (فهلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس)، ثم قال له تلك الكلمة التي رددها
جميع أئمة الهدى: (من غشنا فليس منا)([523])
وروي أنه a لما بايع بعض الصحابة على
الإسلام ذهب لينصرف، فجذب ثوبه، واشترط عليه النصح لكل مسلم، وقد أخبر ذلك الصحابي
عن تأثير هذه الوصية في نفسه، فذكر أنه كان إذا قام إلى السلعة يبيعها بصر عيوبها
للمشتري، ثم خيره وقال: إن شئت فخذ، وإن شئت فاترك، فقيل له: إنك إذا فعلت مثل هذا
لم ينفذ لك بيع، فقال: (إنا بايعنا رسول الله a على النصح لكل مسلم)([524])
وروي أن بعض أصحاب رسول الله a كان واقفاً
فباع رجل ناقةً له بثلثمائة درهم، فغفل الصحابي، وقد ذهب الرجل بالناقة، فسعى
وراءه وجعل يصيح به: يا هذا، اشتريتها للحم أو