اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 243
في السنين، فأخبرني بشيء
آخذ به)، فقال: (أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، واعلم أنّه لا ينفع اجتهاد لا
ورع فيه)([514])
وقال لآخر: (عليك بتقوى
الله، والورع، والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار،
وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، وعليكم بطول
الركوع والسجود، فإنّ أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه فقال: (يا
ويله.. أطاع وعصيتُ، وسجد وأبيتُ)([515])
وقبله قال الإمام الباقر
يوصي بعض أصحابه: (أبلغ موالينا السلام عنّا، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأعلمهم
أنّا لا نغني عنهم من الله شيئاً إلا بعمل، ولن ينالوا ولايتنا إلاّ بورع، وإنّ
أشدّ الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره)([516])
وقبلهما قال الإمام علي:
(أيّها الناس.. لا خير في دين لا تفقّه فيه، ولا خير في دنيا لا تدبير فيها، ولا
خير في نسك لا ورع فيه)([517])
وقبلهم جميعا قال سيد
الأئمة والهداة والرسل رسول الله a: (إن الحلال بين وإن
الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات
استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى
يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في
الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)([518])