اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 247
فيكون بين ذلك فيتورع عنهما.. ومنهم:
من يتورع عما يقف عنه قلبه، ويحيك في صدره عند تناولها، وهذا لا يعرفه إلا أرباب
القلوب والمتحققون.. وأما الطبقة الثالثة في الورع: فهم العارفون والواجدون، فكل
ما شغلك عن الله فهو مشئوم عليك.. فالأول: ورع العموم، والثاني ورع الخصوص، والثالث
ورع خصوص الخصوص)([533])
وقال آخر: (الورع له أربع درجات:
الدرجة الأولى: وهي درجة العدول عن كل ما تقتضي الفتوى تحريمه، وهذا لا يحتاج إلى
أمثلة.. الدرجة الثانية: الورع عن كل شبهة لا يجب اجتنابها، ولكن يستحب.. الدرجة
الثالثة: الورع عن بعض الحلال مخافة الوقوع في الحرام.. الدرجة الرابعة: الورع عن
كل ما ليس لله تعالى، وهو ورع الصديقين)([534])
وقال آخر: (الورع ورعان: ورع فرض وورع
حذر.. فورع الفرض: الكف عن معاصي الله.. وورع الحذر: الكف عن الشبهات في محارم
الله تعالى.. فورع العام: من الحرام والشبهة، وهو كل ما كان للخلق عليه تبعة
وللشرع فيه مطالبة.. وورع الخاص: من كل ما كان فيه الهوى وللنفس فيه شهوة ولذة.. وورع
خاص الخاص: من كل ما كان لهم فيه إرادة ورؤية.. فالعام يتورع في ترك الدنيا،
والخاص يتورع في ترك الجنة، وخاص الخاص، يتورع في ترك ما سوى الذي برأ)([535])
وقال آخر: (الورع على خمسة أقسام: ورع
عن الحرام، وورع عن المكروهات، وورع عن الشبهات، وورع عن المباحات، وورع عن
الأغيار.. فأما الورع عن المحرمات: فهو سلامة الدين عن طعن الشارع فيه.. وأما
الورع عن المكروهات: فهو السلامة عن الوقوف