اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 226
والسبب إلى المنازل
الرفيعة، والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على
الكواكب، ومَن لم يتفقّه في دينه لم يرضَ الله له عملا)([466])
وقال الإمام الصادق:
(أحسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله، وأنصحوا لأنفسكم، وجاهدوها في طلب معرفة ما لا
عذر لكم في جهله، فإنّ لدين الله أركانا لا ينفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر
عبادته، ولا يضرّ من عرفها، فدان بها حسن اقتصاده، ولا سبيل لأحد إلى ذلك إلا بعون
من الله عزّ وجلّ)([467])
وقال: (قطع ظهري اثنان:
عالمٌ متهتكٌ، وجاهلٌ متنسّكٌ، هذا يصدّ الناس عن علمه بتهتّكه، وهذا يصدّ الناس
عن نسكه بجهله)([468])
وهكذا ذكر الحكماء الكثير
من الآفات التي تحول بين البصيرة والرؤية السليمة، فـ (البصيرة كالبصر أدنى شيء
يحل فيها يعطل النظر)([469])
ومن تلك الآفات ما عبر عنه
بعضهم بقوله: (عمى البصيرة في ثلاث: إرسال الجوارح في معاصي الله، والطمع في خلق
الله، والتصنع بطاعة الله)([470])
وقال آخر: (اجتهادك فيما ضمن
لك، وتقصيرك فيما طلب منك: دليل على انطماس البصيرة منك)([471])
وقال آخر: (عين البصيرة
حجابه: الريون، والشهوات، وملاحظة الأغيار من العالم