responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 225

ومن تلك الآفات ما عبر عنه الإمام الكاظم في وصيته لهشام بن الحكم في صفة للعقل، فقد قال له: (يا هشام.. احذر هذه الدنيا واحذر أهلها فإنّ الناس فيها على أربعة أصناف: رجلٌ متردّ معانقٌ لهواه.. ومتعلّمٌ متقرّئٌ، كلما ازداد علماً ازداد كبراً، يستعلن بقراءته وعلمه على مَن هو دونه.. وعابدٌ جاهلٌ يستصغر مَن هو دونه في عبادته، يحب أن يُعظَّم ويُوقَّر.. وذو بصيرةٍ عالمٌ عارفٌ بطريق الحقّ يحب القيام به فهو عاجزٌ أو مغلوبٌ، ولا يقدر على القيام بما يعرف، فهو محزونٌ مغمومٌ بذلك، فهو أمثل أهل زمانه وأوجههم عقلا)([463])

وقال الإمام الصادق: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، ولا يزيده سرعة السير من الطريق إلا بعدا)([464])

ومن أخطر آفاتها الجهل، ولذلك ورد الحث على إنارتها بنور العلم والفقه، وإلا استنارت بتلك الأنور الوهمية التي أخبر الله تعالى في القرآن الكريم أنها لم تنفع أصحابها أحوج ما كانوا إليها.

وقد قال الإمام علي مشيرا إلى ذلك: (المتعبّد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل، لأنّ العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة)([465])

وقال الإمام الكاظم: (تفقّهوا في دين الله، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة،


[463] بحار الأنوار: 1/157، والتحف.

[464] بحار الأنوار: 1/206، وأمالي الصدوق.

[465] بحار الأنوار: 1/208، والاختصاص.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست