اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 216
له من القلب جهة مخصوصة،
بل قد يكون تارة إلى فوق، وتارة إلى تحت، وعن اليمين، وعن الشمال على قدر صاحب ذلك
القلب.. فإن في الناس من يكون همه أبداً إلى فوق، أي: لتلقي التجليات والواردات
كالعارفين.. ومنهم: من يكون همه من تحت أبداً، كأهل الدنيا فيكون لهمها وجلبها
وجمعها.. ومنهم: من يكون همه أبداً إلى الشمال، وأكثر البطالين لا يكون لهم إلا
أنفسهم.. وأما المحققون فما لهم هم، بل يقابلون بالكلية والأسماء والصفات، فلا
يختص وقتهم باسم ولا بغيره، لأنهم ذاتيون؛ فهم مع الحق بالذات لا بالأسماء
والصفات)([434])
وقال آخر يذكر درجات
الهمة: (أدناها: أن لا يكون لك بغير الله حاجة.. وأوسطها: أن تترك حوائجك
وتدبيرك ومصلحتك إليه.. وأعلاها: أن لا تلتفت منه إلى ما سواه)([435])
وقال آخر: (الهمة على ثلاث
درجات: الدرجة الأولى: همة تصون القلب من خسة الرغبة في الفاني، وتحمله على الرغبة
في الباقي، وتصفيه من كدر التواني.. والدرجة الثانية: همة تورث أنفةً من المبالاة
بالعلل، والنـزول على العمل، والثقة بالأمل.. والدرجة الثالثة: همة تصاعد عن
الأحوال والمقامات، وتُزري بالأعواض والدرجات، وتنحو عن النعوت نحو الذات)([436])
وقال آخر في بيان حقيقتها:
(الهم: هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يفعل من خير أو شر)([437])
وقال آخر: (الهم: هو اسم
لتوجه القلب إلى أي محل كان، إما قاص وأما دان)([438])