اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 207
ينصف كل أحد من نفسه ولا
ينتصف لها من أحد. إن أعطي شكر، وإن منع صبر، وإن ظلم تاب واستغفر، وإن ظلم عفا
وغفر، يحب الخمول والاستتار، ويكره الظهور والاشتهار، لسانه عن كل ما لا يعنيه
مخزون، وقلبه على تقصيره في طاعة ربه محزون، لا يداهن في الدين ولا يرضي المخلوقين
بسخط رب العالمين، يأنس بالوحدة والانفراد، ويستوحش من مخالطة العباد، ولا تلقاه
إلا على خير يعمله، أو علم يعلمه، يرجي خيره، ولا يخشى شره، ولا يؤذي من آذاه، ولا
يجفو من جفاه)
وقال آخر: (المريد الصادق كالنخلة
ترمى بالحجر فترمي بالرطب، وكالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها إلا كل مليح،
تلوح أنوار صدقه على ظاهره، ويكاد يفصح ما يرى على وجهه عما يضمر في سرائره، سعيه
وهمته في رضا مولاه، وحرصه ونهمته في متابعة رسوله وحبيبه ومصطفاه، يتأسى به في
جميع أحواله، ويقتدي به في أخلاقه وأفعاله وأقواله)
هذا جوابي على أسئلتك ـ
أيها المريد الصادق ـ فاحرص على التحقق بهذه الصفات، لتنال أعلى الدرجات، وتفوز
بأسمى الغايات؛ فلا سعادة إلا لمن وجه إرادته إلى عالم النور والجمال، ولم يتثاقل
إلى الدنيا، ولم يركن إلى الأهواء.
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 207