responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208

الهمه العالیه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الهمة العالية وعلاقتها بالإرادة والعزيمة، والصدق والإخلاص، وعلاقتها بعد ذلك كله بالنفس اللوامة والمطمئنة.. وكيفية التحقق بها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الهمة العالية من مراتب كمال النفس المطمئنة، وليست من الضرورات اللازمة لها إلا في حدها الأدنى..

ذلك أن النفس المطمئنة يختلف أصحابها ـ كما تذكر النصوص المقدسة ـ بين الصالحين من أصحاب اليمين من الذين اكتفوا بتزكية أنفسهم وتطهيرها لتتحقق لهم النجاة من النار، والفوز بالجنة ورضوان الله.. وبين المقربين الذين أضافوا إلى ذلك الاهتمام بالرقي للتعرف على الله، والتواصل الدائم معه، وجعلوا ذلك همهم الأكبر، وغايتهم القصوى، فلذلك لم يكتفوا بالطمع في فضل الله، وإنما راحوا يسيرون إليه ويجاهدون أنفسهم لتصبح أهلا لذلك.

والفرق بينهما ـ أيها المريد الصادق ـ واضح؛ فالذي يتقرب من ملك من ملوك الدنيا ليحقق بعض المكاسب البسيطة لنفسه، يختلف عن الذي لا يكتفي بذلك، وإنما يريد أن يقربه الملك منه.. فالتقريب يحتاج همة أعظم، ومجاهدة أكبر.

ولهذا؛ فإن الهمة العالية هي التي تحدد وجهة الإرادة ونهايتها.. ذلك أن الإرادة هي تلك الدوافع المحركة للعمل، وهي تختلف باختلاف درجات أصحابها وهممهم.

وهي كذلك التي تحدد درجة الصدق.. وتفرق بين الصادق والصديق.. فالصادق هو الذي يكتفي بالصدق في حدوده الدنيا.. والصديق هو الذي لا يكتفي بذلك.. بل يظل

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست