اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206
عليه نفعه في الآخرة.
وليبالغ في حفظ اللسان فإن جرمه صغير وجرمه كبير، فليكفه عن الكذب والغيبة وسائر
الكلام المحظور، وليحترز من الكلام الفاحش، ومن الخوض فيما لا يعنيه، وإن لم يكن
محرما فإنـه يقـسي القلب، ويكون فيه ضياع الوقت، بل ينبغي للمريد أن لا يحرك لسانه
إلا بتلاوة أو ذكر أو نصح لمسلم أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو شيء من حاجات
دنياه التي يستعين بها على أخراه)
وقال آخر يصف المريدين
الصادقين([428]): (لا يكون المريد مريدا حتى يجد في القرآن كل ما يريد، ويعرف
النقصان من المزيد، ويستغني بالمولى عن العبيد، ويستوي عنده الذهب والصعيد.. والمريد
من حفظ الحدود، ووفى بالعهود، ورضي بالموجود، وصبر عن المفقود.. والمريد من شكر
على النعماء، وصبر على البلاء، ورضي بمر القضاء، وحمد ربه في السراء والضراء،
وأخلص له في السر والنجوى.. والمريد من لا تسترقه الأغيار، ولا تستعبده الآثار،
ولا تغلبه الشهوات، ولا تحكم عليه العادات. كلامه ذكر وحكمة، وصمته فكرة وعبرة،
يسبق فعله قوله ويصدق علمه عمله، شعاره الخشوع والوقار، ودثاره التواضع والانكسار،
يتبع الحق ويؤثره، ويرفض الباطل وينكره، يحب الأخيار ويواليهم، ويـبغض الأشرار
ويعاديهم، خبره أحسن من خبره، ومعاشرته أطيب من ذكره، كثير المعونة، خفيف المؤونة،
بعيد عن الرعونة)
وقال آخر: (المريد الصادق
أمين مأمون، لا يكذب ولا يخون، لا بخيلا ولا جبانا، ولا سبابا ولا لعانا، ولا
يشتغل عن بده، ولا يشح بما في يده، طيب الطوية، حسن النية، ساحته من كل شر نقية، وهمته
فيما يقربه من ربه علية، ونفسه على الدنيا أبية، لا يصر على الهفوة، ولا يقدم ولا
يحجم بمقتضى الشهوة، قرين الوفاء والفتوة، حليف الحياء والمروة،