اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 205
وجود الفراغ من رعونات
النفوس)
وقال آخر داعيا إلى تفعيل
الإرادة في تصحيح كل الأخطاء السابقة: (أول شيء يبدأ به المريد الصادق في طريق
الله تصحيح التوبة إلى الله تعالى من جميع الذنوب، وإن كان عليه شيء من المظالم
لأحد من الخلق فليبادر بأدائها إلى أربابها إن أمكن وإلا فيطلب الإحلال منهم، فإن
الذي تكون ذمـته مرتهنة بحقوق الخلق لا يمكنه السير إلى الحق.. وليكن المريد على
الدوام في غاية من الاعتراف بالتقصير عن القيام بما يجب عليه من حق ربه، ومتى حزن
على تقصيره وانكسر قلبه من أجله فليعـلم أن الله عنده إذ يقول سبحانه: أنا عند
المنكسرة قلوبهم من أجلي)
وقال آخر داعيا إلى مراقبة
القلب وكل ما يؤثر فيه: (على المريد أن يحترز من أصغر الذنوب فضلا عن أكبرها أشد
من احترازه من تناول السم القاتل، ويكون خوفه لو ارتكب شيئا منها أعظم من خوفه لو
أكل السم، وذلك لأن المعاصي تعمل في القلوب عمل السم في الأجسام، والقلب أعز على
المؤمن من جسمه بل رأس مال المريد حفظ قلبه وعمارته.. وعلى المريد أن يجتهد في حفظ
قلبه من الوساوس والآفات والخواطر الردية، وليـقم على باب قلبه حاجبا من المراقبة
يمنعها من الدخول إليه فإنها إن دخلته أفسدته، ويعـسر بعد ذلك إخراجها منه.. وليبالغ
في تـنقية قلبه الذي هو موضع نظر ربه من الميل إلى شـهوات الدنيا، ومن الحقد والغل
والغش لأحد من المسلمين، ومن الظــن السوء بأحد منهم، وليكن ناصحا لهم رحيما بهم
مشفقا عليهم، معتقدا الخير فيهم، يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما
يكره لنفسه من الشر.
وقال آخر داعيا إلى مراقبة
الجوارح، وكل ما ينتج عنها: (على المريد أن يجتهد في كف جوارحه عن المعاصي
والآثام، ولا يحرك شيئا منها إلا في طاعة، ولا يعمل بها إلا شيئا يعود
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 205